تواجه العديد من المدن تحدي تزايد انعدام الأمن الغذائي في المناطق الحضرية متزامناً مع زيادة نفايات الطعام. في عام ٢٠١٥ عانى قرابة ١٩.٨٪ من سكان الحضر من انعدام الأمن الغذائي المعتدل و ٧٪ من انعدام الأمن الغذائي الشديد (البنك الدولي ومنظمة الأغذية والزراعة، ٢٠١٧). والستهلاك المتزايد للأطعمة منخفضة القيمة الغذائية والأغذية المعبأة والمعالجة، يؤدي إلى ارتفاع معدلات السمنة ونقص المغذيات الدقيقة وزيادة الأمراض غير المعدية، كما يؤدي إلى التوسع الزراعي غير المستدام.

وبشكل متزايد انفصل سكان الحضر عن إنتاج طعامهم، وعدد محدود من المدن لديها استراتيجيات متعلقة بالغذاء. وأدى هذا الاعتماد على المصادر الخارجية وسلاسل الغذاء الطويلة إلى جعل النظم الغذائية الحضرية الحالية عرضة للصدمات والاضطرابات، مثال على ذلك وباء كوفيد الأخير. وقد أدرك صناع القرار الحاجة الملحة لاخذ الإجراءات لتحويل النظم الغذائية الحالية لنظم غذائية دائريه متجدده يزيد من كفاءتها وصحتها وشموليتها وإنصافًها واستدامتها ومرونتها. تتمتع المدن -نظرًا لحجمها ومكانتها الاقتصادية- بقوة تحويلية لدعم وتسريع تحول أنظمتنا الغذائية. حيث تستهلك المدن ٧٥٪ من موارد العالم بما في ذلك ثلثي الأطعمة المنتجة. حيث يعيش اليوم نصف سكان العالم في المناطق الحضرية ومن المتوقع أن يعيش ٧٠٪ من سكان العالم في المناطق الحضرية بحلول عام ٢٠٥٠ وتشهد البلدان النامية ۹٥٪ من هذا التوسع الحضري (الأمم المتحدة).

باستخدام نهج النظم وأدوات مثل إطار عمل DPSIR (الدوافع، الضغوط، الحالات، التأثيرات، الاستجابات) وتقييم دورة الحياة، تساعد ثرايفنج سلوشنز في تحديد أفضل نقاط الدخول والتوصية بالسياسات والبرامج لقيادة الإصلاحات. كما تقوم بناء الروابط بين المدن والمناطق الريفيه، وبناء قدرات جميع الجهات والمؤسسات ذات الصلة لتمكين الانتقال إلى نظم غذائية حضرية دائرية متجدده ومستدامة وصحية ومنصفة. حيث أنه مع بدء ظهور اقتصاد جديد مبني على الحد من النفايات وزيادة النظم الدائرية المتجدده، ستفتح مصادر دخل جديدة غير مستغلة حالياً. أظهرت الأبحاث أن سلاسل الإمدادات الغذائية والبيئات الغذائية وسلوك المستهلك هي نقاط دخول وخروج أساسية داخل النظام الغذائي لدفع التغيير.


العربية